هل ورم الغدة النخامية خطير؟ سؤال يبحث عن إجابته الكثيرون، فالغدة النخامية هي أهم الغدد الصماء الموجودة في جسم الإنسان، والتي تعرف بالغدة المايسترو؛ وذلك لأنها تفرز مجموعة من الهرمونات التي تتحكم بشكل مباشر في إفرازات الغدد الصماء الأخرى مثل: الغدة الكظرية، الغدة الدرقية، وكذلك الخصيتين، والمبيضين؛ لذلك عند حدوث أي خلل فيها، بالطبع سيؤثر ذلك على وظائف الغدد الأخرى؛ وفي هذا المقال ستعرف هل ورم الغدة النخامية خطير أم لا.
هل ورم الغدة النخامية خطير؟
من المعلوم أن حجم الغدة النخامية مثل حجم حبة البازلاء وتقع في قاعدة الجمجمة خلف التجويف الأنفي، وعند حدوث انقسامات غير طبيعية في الغدة، تنمو بشكل غير طبيعي، وتعرف هذه الحالة بورم الغدة النخامية، ولكن هل ورم الغدة النخامية خطير؟
لا شك أن كافة أنواع الأورام في جسم الإنسان تشكل قدراً كبيراً من الخطورة وتؤثر بشكل سلبي على صحة المريض، وتتمثل مخاطر أورام الغدة النخامية فيما يأتي:
- يضغط الورم على الأعصاب المجاورة للغدة النخامية مما قد يسبب الشعور بالصداع، ويسبب أيضا ألماً في الوجه، وخاصة الجيوب الأنفية والأذن، وفي بعض الحالات يسبب نوبات صرع، وتدلي جفون العين، والغثيان والقيء.
- يضغط كذلك على العصب البصري وينتج عن ذلك فقدان في الرؤية الجانبية والتي تعرف بـالرؤية المحيطية، كما قد يسبب ازدواج الرؤية في بعض الحالات، وهذه الأعراض بمفردها تجيب على من يتساءل هل ورم الغدة النخامية خطير أم لا.
- يزداد إفراز هرمونات الغدة الكظرية بوجود أورام في الغدة النخامية، والتي بدورها تسبب حالة مرضية تسمى “متلازمة كوشنج” والتي من أبرز أعراضها: زيادة الوزن، وتراكم الدهون حول منطقة الخصر وأعلى الظهر، والوجه يصبح مستديرا بشكل مبالغ فيه، كما تزداد كثافة الشعر في الجسم خاصة في النساء فينمو شعر الوجه لديهن.
- يتسبب الورم أيضاً في ارتفاع معدل إفراز هرمون النمو في الجسم مما يؤدي إلى حالة مرضية تسمى ب “الأكروميجالي”، والتي من أبرز أعراضها: تضخم اليدين والقدمين، وزيادة آلام المفاصل، وبروز عظام الوجه.
- ارتفاع معدل إفراز هرموني FSH وLH فينتج عن ذلك تضخم الخصيتين، وزيادة معدل إفراز هرمون التستستيرون في الذكور، أو تضخم المبيض وحدوث مشكلات في دورة الحيض والتي بدورها تؤثر على الخصوبة لدى النساء.
- زيادة إفراز الهرمون المنبه للغدة الدرقية، فيزداد إفراز هرمون الثيروكسين في الدم والذي يؤدي إلى فقدان الوزن، وزيادة سرعة ضربات القلب، وكثرة التعرق، والكثير من المشكلات في النوم، وسرعة التعصب والاستثارة.
هل تؤثر الغدة النخامية على القلب؟
تفرز الغدة النخامية مجموعة من الهرمونات التي لها تأثير كبير على عملية التمثيل الغذائي للقلب، كما تؤثر تلك الهرمونات على أدائه، ومن هنا نعرف هل ورم الغدة النخامية خطير أم لا، وذلك من خلال تأثير هذا الورم على القلب والذي يتمثل في الآتي:
- ورم الغدة النخامية يزيد من معدل إفراز هرمون النمو والذي بدوره يؤدي إلى الإصابة ب “الأكروميجالي ط” الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بارتفاع ضغط الدم مما قد يزيد من معدل الوفاة الناتجة عن اعتلال القلب والأوعية الدموية، كما يعرف بتأثيره المقاوم للإنسولين فيزداد معدل السكر في الدم.
- ينتج عن الورم أيضا زيادة في إفراز الهرمون المنشط لقشرة الغدة الكظرية، مما يؤدي إلى مرض يعرف بمتلازمة “كوشينغ” الذي له تأثير مباشر على القلب والكبد.
- أمراض القلب والأوعية الدموية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بفرط نشاط الغدة الدرقية، فعند حدوث ورم في الغدة النخامية يزداد إفراز الهرمون المنشط للغدة الدرقية، وبالتالي يرتفع تركيز هرمون الثيروكسين في الدم ويؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، كما يسبب اضطراب وقصور في عضلة القلب في عدد كبير من المرضى.
هل يمكن العيش بدون الغدة النخامية؟
هناك العديد من الأمراض التي تصيب الغدة النخامية، بل يوجد بعض الحالات التي تتطلب استئصال الغدة النخامية كبعض أنواع الأورام، ولكن لا بد في البداية من استشارة طبيبك لمعرفة هل ورم الغدة النخامية خطير أم لا، وفي حالة تطلب الأمر استئصالها فلا بد من ذلك.
يتم استئصال الغدة النخامية في حالة التأكد هل ورم الغدة النخامية خطير أم لا عن طريق عملية جراحية، وعمليات الغدة النخامية شائعة جدا لدى أطباء المخ والأعصاب، وبعد الاستئصال لابد من أخذ العديد من العلاجات التي تعمل كبديل للهرمونات من أجل أن تحافظ على وظائف الغدد الأخرى التي تحتاج الغدة النخامية.
يمكن للإنسان العيش بدون الغدة النخامية ولكنه سيعاني من الكثير من المضاعفات وهي:
- ضمور الغدة الدرقية ونقص إفراز هرمون الثيروكسين مما قد يسبب زيادة الوزن، وعدم تحمل البرودة، كثرة النوم والنعاس، والكسل.
- قد يؤدي أيضا إلى ضمور في الغدة الكظرية فيحدث نقص في إفراز هرمونات القشرة، وينتج عن ذلك مرض “أديسون” والذي من أهم أعراضه ظهور العديد من البقع الداكنة على الجلد.
- نقص إفراز هرمون النمو، فيؤدي ذلك إلى الإصابة بالوهن والضعف، وإذا كان استئصال الغدة النخامية قبل البلوغ، يعاني الطفل من مرض القزامة، وعندما تشاهد طفلاً بهذه الأعراض ستعلم حينها هل ورم الغدة النخامية خطير أم لا.
- الغدة النخامية لها تأثير كبير على الخصيتين والمبايض لذلك عند استئصالها ستتأثر تلك الأعضاء بهذه العملية، والتي بدورها قد تسبب ضمور في الأعضاء التناسلية وقد تسبب العقم.
هل ورم الغدة النخامية يسبب العقم؟
الكثير من الناس يرغبون في معرفة هل ورم الغدة النخامية خطير على الحياة الإنجابية أم لا، وللإجابة على هذا السؤال لا بد أن نعلم أن الغدة النخامية تفرز هرمون البرولاكتين، الذي يعمل على تكوين اللبن في ثدي الأم، لذلك يزداد إفرازه خلال فترة الرضاعة والتي يحتاج فيها الطفل الرضيع إلى الكثير من اللبن، كما له تأثير في تثبيط الدورة الشهرية ومنع الحمل خلال فترة الرضاعة.
لذلك عند حدوث ورم في الغدة النخامية يزداد إفراز هرمون البرولاكتين دون الحاجة إليه فيعمل على تثبيط الدورة الشهرية ومنع حدوث الحمل لدى النساء، لذلك لا بد من علاج الغدة النخامية باستخدام بعض الأدوية أو استئصالها.
كم من الوقت يمكن العيش مع ورم الغدة النخامية؟
بغض النظر عن هل ورم الغدة النخامية خطير أم لا، أثبتت الدراسات العلمية والأبحاث أن معظم حالات الأورام في الغدة تكون حميدة ولا تسبب الكثير من المضاعفات، حيث أن 97% من المصابين بهذه الأورام قد يعيشون خمس سنوات أخرى بعد تشخيصهم.
وتعتمد مدة حياة الأشخاص المصابين على معدل نمو هذا الورم، وسرعة التشخيص والبدء في العلاج، ولا شك أن التأخر في علاج مثل هذه الحالات يزيد من معدل حدوث الوفاة بشكل ملحوظ، لذلك لا بد من استشارة الطبيب عند الشعور بأي عرض من الأعراض التي ذكرناها سابقا تجنباً لحدوث أي مضاعفات، وللتقليل من معدل الوفاة.
وفي نهاية هذا المقال، إذا كنت تريد أن تعرف هل ورم الغدة النخامية خطير أم لا، لابد أن تعي أن أغلب الأورام في الغدة النخامية تكون حميدة تتطلب مجموعة من الأدوية أو استئصال جزء منها، ولكن عند الشعور بأعراض الورم التي ذكرناها في هذا المقال لابد من استشارة الطبيب فوراً من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة حفاظاً على سلامة المريض.