نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية

نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية

تُمثِّل عملية ورم الغدة النخامية حلًا نهائيًا للورم المُفرِز للهرمونات، أو الذي يزداد حجمه بمرور الوقت مُتسبِّبًا في أعراضٍ خطيرة، لكن يخشى البعض من التعامل الجراحي مع أي نسيجٍ بالقرب من المخ، ومِنْ ثَمَّ يحتاجون إلى معرفة نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية، إذ سجَّلت نسب نجاحٍ مرتفعة، وتحسُّنًا ملحوظًا في الأعراض التي كان يشكو منها المريض في السابق.

ما هي عملية ورم الغدة النخامية؟

عملية جراحية تتضمَّن استئصال ورم الغدة النخامية؛ للتخلُّص من ورمٍ حميدٍ، أو خبيثٍ أصابها، ويعتمد إجراء الجراحة على حجم الورم، ونوعه، وموضعه، ومدى انتشاره حول الغدة النخامية من عدمه، ومِنْ ثَمَّ تختلف نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية من مريضٍ لآخر.

أنواع العملية

يُمكِن إجراء عملية ورم الغدة النخامية بطريقتين:

1- جراحة تنظير قاعدة الجمجمة الوتدي عبر الأنف

  • الجراحة الأكثر شيوعًا لاستئصال ورم الغدة النخامية، إذ تتم هذه العملية عبر الجيب الأنفي الوتدي، وهي مساحة جوفاء في الجمجمة خلف الممرَّات الأنفية، وأسفل المخ.
  • يقع الجدار الخلفي للجيب الوتدي أسفل الغدة النخامية مباشرةً، مِمَّا يجعله طريقًا مثاليًا؛ للوصول إليها.
  • يصنع الطبيب جرحًا صغيرًا داخل الأنف، ثُمَّ يفتح الجدران العظمية للجيب الوتدي بأدواتٍ جراحية مُعيَّنة، كما تُمرَّر أدوات أخرى عبر الفتحة؛ لاستئصال الورم.
  • يستخدم الطبيب المنظار؛ لرؤية الورم، والأنسجة المجاورة له خلال عملية ورم الغدة النخامية.
  • تُعدُّ نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية بهذه الطريقة مرتفعة، إذ إنَّ فرص تلف المخ منخفضة جدًا، كما أنَّ الأعراض الجانبية قليلة نسبيًا.
  • يصعب استئصال الأورام الكبيرة بهذه الجراحة، لكنَّها مناسبة لأورام الغدة النخامية الصغيرة.

2- حجُّ القحف

  • تُجرَى هذه العملية إذا كان الورم كبيرًا، أو أكثر صعوبةً في التعامل معه.
  • كما تُجرَى العملية عبر فتحة في مقدمة الجمجمة، لكن على الجرَّاح أن يتعامل بحذر بين وأسفل فصوص المخ؛ للوصول إلى الورم، واستئصاله.
  • تحمل هذه العملية مخاطر أعلى بإصابة المخ، وغيرها من الآثار الجانبية مقارنةً مع تنظير قاعدة الجمجمة الوتدي عبر الأنف.

استئصال اورام الغدة النخامية

نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية

تختلف نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية بناءً على عِدّة عوامل، مثل:

  • نوع العملية: تختلف نسبة نجاح تنظير قاعدة الجمجمة الوتدي عبر الأنف عن حجّ القحف؛ إذ الجراحة بالمنظار أكثر نجاحًا، وقد يكون حج القحف ضروريًا في بعض الأحيان.
  • خبرة الطبيب المُعالِج: كُلَّما ازدادت خبرة الطبيب في مثل هذه العمليات، تحسَّنت نسبة النجاح ولا بد أن يُصبِح الطبيب أقدر على التعامل مع أي مشكلةٍ قد تطرأ أثناء العملية.
  • حالة المريض الصحية: خلو المريض من أمراضٍ مزمنة يُعزِّز فرص نجاح العملية بكل تأكيد.
  • نوع الورم وحجمه: فقد تنخفض نسبة نجاح العملية مع الأورام الكبيرة، كما يختلف الإجراء الجراحي المُتّبع حسب حجم الورم.
  • غرفة العمليات: أن تكون مُجهّزة على أعلى مستوى بالتقنيات والوسائل الجراحية المطلوبة، فذاك مُعزِّز لفرص النجاح.
  • التزام المريض بتعليمات الطبيب: سواء كان قبل أم بعد العملية، وخاصةً قبلها لمنع النزيف، أو لتسهيل التعافي بعد العملية، أمَّا نصائح بعد العملية، فتُحافِظ على نتائجها وتحول دون فشلها.

تتراوح نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية بين 60 – 80%، لكن حال إجرائها على يد طبيبٍ خبير، فقد تقفز هذه النسبة إلى 90 – 95%، كما أنَّ حالات الانتكاس تكون نادرة.

ما قبل العملية

يحتاج المريض إلى إجراء بعض الاختبارات قبل العملية؛ للتأكُّد من جاهزيته لإجراء العملية، وضمانًا لعدم وقوع مضاعفات خطيرة أثناء العملية، ومِنْ أمثلة هذه الاختبارات ما يلي:

  • قياس مستوى بعض الهرمونات، مثل: البرولاكتين، والكورتيزول، إذ قد يُكتفَى بالأدوية فقط في علاج الورم البرولاكتيني.
  • اختبارات البصر؛ لأنَّ بعض أورام الغدة النخامية تضغط على العصب البصري، ومِنْ ثَمَّ تتأثَّر قدرة المريض البصرية.
  • أشعة الرنين المغناطيسي؛ للحصول على معلوماتٍ تفصيلية عن الورم، والأنسجة المُحيطة به.

أيضًا ينبغي للمريض اتِّباع بعض التعليمات قبل العملية، مثل:

  • إطلاع الطبيب على التاريخ المرضي، والأمراض التي قد عانى منها في السابق.
  • إعلام الطبيب بالأدوية، أو المواد المُسبِّبة للحساسية، أو أي جراحةٍ أُجريت من قبل، وكذلك أي رد فعلٍ سلبي تجاه التخدير سابقًا.
  • التوقف عن تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (المسكنات)، مثل: إيبوبروفين، أو أدوية السيولة، مثل: وارفارين، أو أسبرين قبل العملية بأسبوعٍ على الأقل، إذ قد تزيد هذه الأدوية خطر النزيف أثناء العملية.
  • الامتناع عن تناول أي طعامٍ، أو شرابٍ بدايةً من الليلة السابقة للعملية؛ للوقاية من القيء المُحتمَل أثناء تخدير المريض.
  • يُفضَّل الاستحمام بصابون مطهر؛ للوقاية من عدوى الجرح.

يُساهِم الالتزام بهذه التعليمات في زيادة نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية.

نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية
عملية ورم الغدة النخامية

أعراض ما بعد العملية

تشمل أهم الأعراض المُحتمَل وقوعها بعد عملية ورم الغدة النخامية ما يلي:

  • نزيف الأنف: قد تنزف الأنف في أول أسبوعٍ أو اثنين بعد عملية ورم الغدة النخامية؛ إذ هي من المضاعفات الفورية، والمُؤقتة؛ إذ لا تستمر طويلًا.
  • السكري الكاذب: أحد أشهر المضاعفات التي قد يُعانِيها المريض بعد العملية؛ إذ تبلغ نسبة الإصابة به بين 5 – 35%، ومِنْ ثَمَّ قد يشكو المريض من غزارة البول عِدّة أيام بعد العملية.
  • تسرب السائل النخاعي: يُصِيب تسرب السائل النخاعي 6 من كل 100 مريض خضعوا للعملية، ويُنصَح المريض بالراحة في السرير، وإذا لم يزول في غضون 24 ساعة، يستكشف الطبيب موضع التسرب، ويغلقه.
  • فقد الشم: يمر العصب الشمي عبر الصفيحة المصفوية، ثُمَّ الأنف، وقد يفقد المريض الشم أثناء دخول المنظار عبر الأنف أثناء العملية.
  • العدوى: كعادة أي إجراءٍ جراحي، تُوجَد فرصة للإصابة بعدوى بكتيرية، ومِنْ ثَمَّ يصف الطبيب مضادًا حيويًا عقب العملية.
  • الغثيان: تزداد فرص الإصابة به بعد حج القحف بنسبة 50%.
  • الصداع: يُعاني بعض المرضى صداعًا واحتقانًا بالأنف، ويتحسَّن في غضون أسبوعٍ أو اثنين.

الأعراض الجانبية

لا تخلو عملية جراحية من أعراضٍ جانبيةٍ عادةً، كما أنَّ المضاعفات الناجمة عن جراحة تنظير قاعدة الجمجمة الوتدي عبر الأنف نادرة، لكن لا ينبغي تجاهل ذكرها أيضًا، وذلك مثل:

  • تلف الجزء السليم من الغدة النخامية: وهذا يُؤدِّي إلى نقص الهرمونات، والذي تختلف أعراضه بحسب طبيعة الهرمون الذي هبط مستواه، فقد يتسبَّب نقص الهرمون المُضاد لإدرار البول في السكري الكاذب الذي يصحبه كثرة التبوُّل، والعطش الشديد.
  • إصابة العصب البصري: إذ يمر مباشرةً فوق الغدة النخامية، ومِنْ ثَمَّ قد يزداد ضعف البصر سوءًا، أو يُفقَد.
  • تسرُّب السائل النخاعي: أحد الأعراض الجانبية المُمكِنة، إذ يتسرَّب عبر موضع الشق الجراحي، وكذلك خروجًا من الأنف، وقد يتطلَّب ذلك جراحة إضافية؛ لإصلاح ذلك التسرُّب.
  • التهاب السحايا: وقد يكون بسبب عدوى بكتيرية، أو لغير ذلك من العوامل.
  • تشوهات الأنف: بسبب استئصال جزءٍ من العظام.
  • الاحتقان والصداع: يُعانِي معظم المرضى الذين خضعوا لجراحة تنظير قاعدة الجمجمة الوتدي عبر الأنف من الاحتقان، وصداع الجيوب الأنفية لمُدَّة قد تصل إلى أسبوعٍ، أو اثنين بعد العملية.

يُساهِم اختيار الطبيب المُناسِب لإجراء العملية في الوقاية من هذه الأعراض الجانبية، بالإضافة إلى تعزيز نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية.

الممنوعات

في إطار الحفاظ على نتائج العملية، فإنَّ على المريض الالتزام ببعض التعليمات بعد انتهاء العملية، مثل:

  • تجنُّب الأنشطة البدنية الشاقة، مثل: حمل الأوزان الثقيلة.
  • عدم إجهاد النفس أثناء قضاء الحاجة.
  • الابتعاد عن الأنشطة ذات المخاطر العالية، والتي تتطلَّب يقظةً وانتباهًا، مثل: قيادة السيارة.
  • محاولة التقليل من العطس، والسعال، فإن كان ولا بُدَّ، فمن الأفضل أن العطس، أو السعال مع فمٍ مفتوح.
  • عدم نفخ الأنف، أو التمخُّط الشديد.
  • تجنُّب حني الخصر.
  • التوقف عن التدخين، أو استخدام مستحضرات النيكوتين، إذ تُؤخِّر التعافي بعد العملية.
  • عدم إهمال تناول الألياف، إذ هي ضرورية للتغلُّب على الإمساك الناجم عن مُسكِّنات الألم.
  • تجنُّب غمر الشق الجراحي بالماء، سواء كان ذلك عبر الاستحمام، أو من خلال نزول حمام السباحة، كما ينبغي عدم استخدام مستحضرات موضعية على الشق الجراحي.
  • ألَّا يتناول المريض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل: إيبوبروفين، أو أدوية السيولة إلَّا بعد سماح الطبيب بذلك.

يُؤدِّي اتِّباع هذه التعليمات إلى الحفاظ على نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية إلى أعلى قيمة مُمكِنة.

الخلاصة

تُساهِم عملية ورم الغدة النخامية في القضاء على الورم، وأعراضه نهائيًا، كما تتم هذه العملية عبر طريقتين: جراحة تنظير قاعدة الجمجمة الوتدي عبر الأنف، وهي الأكثر شيوعًا، أو حجُّ القحف، وهي المناسبة للأورام الكبيرة، أو الورم المُنتشِر في الأنسجة المُجاوِرة، ويصعب التعامل معه عبر الجراحة التنظيرية.تبلغ نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية 90 – 95% إذا أُجريت على يد طبيب ماهرٍ ذي خبرةٍ في مثل هذا النوع من العمليات، كما تنخفض فرص الإصابة بمضاعفاتها؛ لذات السبب المذكور.

يقدم دكتور محمد فتحي عيسى جميع الخدمات الطبية اللازمة لجراحات المخ والأعصاب وعلاج أورام الغدة النخامية وحالات الصرع.

العناويين الشائعة:

هل يعود ورم الغدة النخامية بعد استئصاله؟

لا يعود الورم الحميد بعد استئصاله ولكن هناك بعض الحالات التي يمكن أن يتحول من خلالها الورم الليفي إلى سرطاني وإذا اكتشف ورم سرطاني بجانب الورم الليفي فإنه يعتبر منفصلاً عنه أو قد يكون تم تشخيصه بالخطأ على أنه ورم ليفي في كلا الأحوال للرد على سؤال هل يعود الورم الحميد بعد استئصاله بكلمة لا.Feb 10, 2023

كم يعيش مريض الغدة النخامية؟

يعيش 97٪ من الأشخاص خمس سنوات أخرى بعد تشخيص إصابتهم به ، اعتمادًا على معدل نمو الورم الحميد في الغدة النخامية.

هل يجب استئصال الورم الحميد في الغدة؟

أورام الغدة الدرقية الحميدة لا تتطلب الاستئصال بحد ذاتها إلا في حالات خاصة، مثل زيادة حجمها بشكل كبير وتسببها بتغيرات في شكل الرقبة، أو صعوبة في البلع، والتنفس، وحتى في هذه الحالات لا يتم استئصال الغدة الدرقية وإنما استئصال الورم فقط أو جزء بسيط من الغدة.

متى يتم استئصال الورم الحميد؟

وقد يوصي الطبيب باستئصال الكتلة الورمية إذا أظهرت الخزعة الإصابة بالسرطان وكان حجم الورم صغيرًا وفي مرحلة مبكرة. كما يمكن استئصال الكتلة الورمية من أجل إزالة بعض تشوهات الثدي غير السرطانية أو محتملة التسرطن.

هل يكبر ورم الغده النخاميه؟

أورام الغدة النخامية هي خلايا تنمو نموًا شاذًا في الغدة النخامية. ويماثل حجم هذه الغدة حجم حبة البازلاء. وتقع خلف الأنف في قاعدة الدماغ. تؤدي بعض هذه الأورام إلى إفراز الغدة النخامية كمية كبيرة من هرمونات معينة تتحكم في وظائف الجسم المهمة.

المصادر

Transsphenoidal Surgery

Pituitary Tumor Surgery

What is Transsphenoidal Hypophysectomy

Transsphenoidal Surgery Success Rate

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *