تأثير ورم الغدة النخامية علي هرمون الحليب

ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب

هرمون الحليب (البرولاكتين) أحد الهرمونات الهامَّة التي تُفرِزها الغدة النخامية، إذ هو المسئول عن إنتاج اللبن لدى السيدات؛ لأجل الرضاعة، لكن قد ينشأ ورم بالغدة النخامية، وتحديدًا في الخلايا المُفرِزة لهذا الهرمون، فما هي العلاقة بين ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب؟ وما تأثير الورم على الحامل؟

العلاقة بين ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب

يُمكِن تلخيص العلاقة بينهما في النقاط الآتية:

  1. تُفرِز الغدة النخامية هرمون البرولاكتين بشكلٍ طبيعي، ويزداد إفراز هذا الهرمون خلال فترة الحمل لدى السيدات.
  2. تتسبَّب زيادة مستويات الاستروجين خلال الحمل في تحفيز الغدة النخامية على إنتاج المزيد من هرمون البرولاكتين.
  3. تتحكَّم بعض الهرمونات الأخرى في برولاكتين الدم، إذ عند زيادة مستويات البرولاكتين، يُفرَز الدوبامين؛ لتقليل برولاكتين الدم.
  4. قد تُصابُ الغدة النخامية بالورم البرولاكتيني، ومِنْ ثَمَّ يزداد إنتاج هرمون البرولاكتين بغير حساب، مِمَّا يُؤثِّر على الدورة الشهرية لدى السيدات، والخصوبة كذلك.
  5. يُعدُّ الورم البرولاكتيني من الأورام الحميدة، وعادةً ما يُصِيب الأشخاص الأصغر من 40 عامًا، كما أنَّها أكثر شيوعًا لدى النساء.
  6. يفضُّ العلاج الدوائي النزاع بين ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب، إذ غالبًا ما تُستخدَم مُحفِّزات الدوبامين؛ لتقليل إنتاج هرمون البرولاكتين، وتصغير حجم الورم.

ليس الورم البرولاكتيني فقط هو السبب وراء زيادة برولاكتين الدم، بل قد تتواجد أورام أخرى كبيرة في الغدة النخامية، أو بجوارها تزيد مستويات برولاكتين الدم عبر تثبيط الدوبامين، ومعلومٌ أنَّ الدوبامين هو المُثبِّط للبرولاكتين إذا زاد عن حدِّه الطبيعي في الدم.

تأثير ورم الغدة النخامية على النساء

يُؤثِّر ورم الغدة النخامية المُفرِز لهرمون البرولاكتين (الورم البرولاكتيني) سلبًا على صحة النساء، إذ ترتفع مستويات برولاكتين الدم، مِمَّا يُؤدِّي إلى معاناة المرأة من بعض الأعراض، مثل:

  • عدم انتظام الدورة الشهرية: قد لا تأتي الدورة الشهرية في أوقاتها الطبيعية المُعتادة في كل شهر، وربما تزداد الفترة الزمنية بين دورة وأخرى.
  • غياب الدورة الشهرية: كذلك قد تغيب الدورة الشهرية أو تنقطع نتيجة زيادة مستويات برولاكتين الدم؛
  • ضعف الرغبة الجنسية: تُعانِي بعض النساء المُصابات بورم برولاكتيني من ضعف الرغبة الجنسية؛ إذ تتراجع الهرمونات التناسلية لديها إثر زيادة البرولاكتين.
  • العقم: نتيجة غياب التبويض؛ إذ يمنع البرولاكتين عملية التبويض.
  • ثرُّ اللبن: وهو نزول اللبن من الثدي في غير أوقات الحمل، أو الرضاعة.
  • جفاف المهبل: نتيجة نقص الاستروجين الناجم عن زيادة البرولاكتين.
  • زيادة الوزن: أحد الأعراض المُتوقَّعة نتيجة زيادة برولاكتين الدم، بل قد يُؤدِّي إلى السمنة أحيانًا.
  • تورُّم الثدي: قد تُؤدِّي زيادة برولاكتين الدم إلى تورُّم الثدي ومِنْ ثَمَّ الشعور بألمٍ به.
  • حب الشباب: يزيد البرولاكتين مستويات الأندروجينات المُفرَزة من الغدة الكظرية، ومِنْ ثَمَّ يؤول ذلك أحيانًا إلى حب الشباب.

لا يقتصر تأثير زيادة هرمون البرولاكتين فقط على الأعراض الجسدية، بل قد يمتدُّ ليُؤثِّر على الحالة المزاجية أيضًا، ويُسبِّب:

  • الاكتئاب: تتحكَّم الهرمونات الأنثوية في المزاج لدى المرأة، وقد أثبتت دراسات ارتباط زيادة البرولاكتين بالإصابة بالاكتئاب.
  • القلق والعصبية: كذلك ترتبط زيادة البرولاكتين بالقلق والعصبية لدى النساء.
  • أعراض جسدية: بسبب الاضطراب النفسي، مثل: الصداع، والغثيان، والإرهاق، وألم الظهر.
  • الذهان: قد تُؤدِّي زيادة مستويات البرولاكتين إلى رفع فرص الإصابة بالذهان.

أورام الغدة النخامية الكبيرة

ربَّما لا تُصاب المرأة بورمٍ برولاكتيني، وإنَّما بورمٍ غير وظيفي، يزداد حجمه بمرور الوقت، ولا يُفرِز أي هرمونات، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ تأثيره مُختلف عن الورم البرولاكتيني، إذ تُؤدِّي زيادة حجم الورم بمرور الوقت إلى الضغط على الأنسجة السليمة للغدة النخامية، وكذلك الأنسجة الأخرى المُحِيطة بها، مِمَّا يُؤدِّي إلى المعاناة من الأعراض الآتية:

  • صعوبة حركة العين: يُؤدِّي ذلك إلى تغيُّم، أو ازدواج الرؤية؛ إذ يضغط الورم المُتمدِّد فيما حوله على بعض الأعصاب الداعمة لعضلات العين.
  • فقدان الرؤية المُحِيطية: مع نمو الورم وزيادة حجمه، قد يضغط على أجزاء من التصالبة البصرية مسئولة عن قطاعٍ مُعيَّن من الرؤية، ومِنْ ثَمَّ قد يفقد المريض الرؤية المُحِيطية.
  • فقد البصر: في الحالات الشديدة من أورام الغدة النخامية الكبيرة.
  • الصداع: أحد الأعراض البارزة لأورام الغدة النخامية حتى لو كانت صغيرة.
  • ألم، أو تنميل الوجه: إذا ضغط الورم على أعصابٍ مُعيَّنة، فقد يُعانِي المريض ألمًا أو تنميلًا بالوجه.
  • الدوخة: نادرًا ما تُسبِّب أورام الغدة النخامية دوخة؛ إذ الغدة النخامية بعيدة عن الأذن الداخلية المسئولة عن حفظ توازن الجسم.

أمَّا لو ضغط الورم على نسيج الغدة النخامية ذاته، فقد تتأثَّر قدرتها على إنتاج الهرمونات، ومِنْ ثَمَّ تُعانِي المرأة من أعراض نقص هرمونٍ واحدٍ، أو العديد منها معًا، مثل:

  • هرمون الكورتيزول.
  • الهرمونات التناسلية.
  • هرمونات الغدة الدرقية.

ويترتَّب على ذلك أعراضٌ أخرى، مثل:

  • الشعور بالتعب.
  • فقد الوزن دون سببٍ واضح.
  • هبوط ضغط الدم.
  • تغيُّرات في الدورة الشهرية، أو غيابها.

أيضًا إذا تُرِك الورم البرولاكتيني دون علاجٍ، فقد يزداد حجمه، ويُسبِّب نفس هذه المشكلات، مِمَّا يستدعي سرعة الحصول على العلاج المُناسِب قبل الإصابة بأعراضٍ أكثر خطورة.

ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب
ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب

تأثير ورم الغدة النخامية على الحوامل

ربَّما تُصابُ الحامل بورم الغدة النخامية، لكن يختلف تأثير ذلك الورم حسب طبيعته، ونوع الهرمون الذي يُفرِزه في جسم الحامل.

تأثير الحمل على الغدة النخامية

تُمثِّل الخلايا المُفرِزة للبرولاكتين 20% من خلايا الغدة النخامية للمرأة التي لم تحمل من قبل، لكن بنهاية الحمل تصل نسبة هذه الخلايا إلى 50% من خلايا الغدة النخامية، مِمَّا قد يُشِير من بعيد إلى العلاقة بين ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب، إذ ينخفض عدد هذه الخلايا بعد الولادة، خاصةً إذا لم تكن الأم مُرضِعًا.

ارتباط ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب خلال الحمل

نظرًا لتحفيز الخلايا المُفرِزة لهرمون البرولاكتين خلال الحمل، فمن المُتوقَّع أن يزداد حجم الغدة النخامية، لكن ليس شائعًا أن تُصاب الحامل بورم الغدة النخامية، وإِنْ كان ذلك مُمكِنًا بالطبع.تُشِير بعض الأعراض إلى إصابة الحامل بورم الغدة النخامية، مثل:

  • الصداع.
  • تغيُّرات في مجال الرؤية.
  • السكري الكاذب.

وينبغي أن يُعلَم كذلك أنَّه ليس كل زيادةٍ في حجم الغدة النخامية خلال الحمل هو بالضرورة ورم، وإنَّما قد يكون ذلك طبيعيًا؛ بسبب زيادة عدد الخلايا المُفرِزة للبرولاكتين.

أورام الغدة النخامية الأخرى والحمل

قد توجد علاقة وتأثير لأورام الغدة النخامية على الحمل وهي كما يلي:

الورم المُفرِز لهرمون النمو (GH)

ربَّما نعود خطوةً إلى الوراء قبل إمكان حدوث الحمل، ففي وجود ورم الغدة النخامية المفرز لهرمون النمو، تعد ثلثي النساء المُصابات بضخامة الأطراف، عقيمات لا يلدن؛ نتيجة فرط برولاكتين الدم، أو قصور الغدة النخامية، أو غير ذلك، إذ لم يرد حمل امرأة مُصابةٍ بضخامة الأطراف إلَّا في أقل من 150 امرأة، كما تزداد فرص إصابة المرأة بالسكري أثناء الحمل؛ بسبب زيادة مستويات هرمون النمو لديها.

الورم المُفرِز للهرمون المُوجِّه لقشر الكظر (ACTH)

أمَّا لو كانت المرأة مُصابة بمتلازمة كوشينغ الناجمة عن ورم الغدة النخامية المُفرِز للهرمون المُوجِّه لقشر الكظر، فإنَّها تُعانِي من مشكلات التبويض، والعقم، وكذلك أقل من 150 منهن استطعن الحمل، كما أنَّه من الصعب تشخيص متلازمة كوشينغ خلال الحمل.تبلغ نسبة عدم اكتمال الحمل حال الإصابة بمتلازمة كوشينغ نحو 25%، كما تُعانِي معظم السيدات خلال الحمل من:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • السكري.
  • اعتلال العضلات.
  • عدوى الجروح بعد الولادة القيصرية.

الإجراءات المتخذة

بعد أن علمت العلاقة بين ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب، فإنَّ الإجراءات المُتَّخذة لعلاج الورم البرولاكتيني على النحو التالي:

  • لا يحتاج الورم البرولاكتيني الصغير إلى علاجٍ عادةً، خاصةً إذا لم يُظهِر أعراضًا على المرأة.
  • الأدوية: خيارٌ فعالٌ جدًا في مجابهة الورم البرولاكتيني، إذ تُستخدَم مُحفِّزات الدوبامين، مثل: بروموكريبتين؛ لتقليل إفراز البرولاكتين، كما أنَّه آمن للحامل.
  • الجراحة: وذلك إذا لم تنجح الأدوية في العلاج، أو كان الورم كبيرًا بما يستدعي تدخُّلًا جراحيًا لاستئصاله، وغالبًا ما يلجأ الطبيب إلى استخدام المنظار؛ للوصول إلى الغدة النخامية بعد تخدير المريض بالطبع.
  • أدوية أخرى: قد يزداد حجم الورم، ويضغط على الغدة النخامية بما يُؤثِّر على إنتاج الهرمونات الأخرى، ومِنْ ثَمَّ تختلف الأدوية المُستخدَمة حسب نوع الهرمون الذي انخفض مستواه في الدم.

الخلاصة

تُوجَد علاقة بين ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب، خاصةً إذا نشأ الورم في الخلايا المُفرِزة للبرولاكتين، فهو أكثر أورام الغدة النخامية شيوعًا، والنساء أكثر عُرضةً له، مِمَّا يُؤثِّر على الدورة الشهرية لديهن، وربَّما يُصاب بعضهنّ بالعقم.تشمل أبرز أعراض ورم الغدة النخامية للحامل الصداع، والسكري الكاذب، واضطرابات الرؤية، وارتفاع ضغط الدم، وقد تختلف طبيعة الأعراض حسب نوع ورم الغدة النخامية.إذ تُساهِم الأدوية في علاج الورم البرولاكتيني بنجاح، وقد لا تحتاج بعض النساء إلى علاجٍ ما دام الورم صغيرًا، لكن يعود القرار في نهاية المطاف إلى ما يراه الطبيب.

يقدم دكتور محمد فتحي عيسى جميع الخدمات الطبية اللازمة لجراحات المخ والأعصاب وعلاج أورام الغدة النخامية وحالات الصرع.

العناويين الشائعة:

هل ارتفاع هرمون الحليب يسبب ورم؟

فرط برولاكتين الدم – ارتفاع هرمون البرولاكتين. السبب: تحدث بسبب طفرة في إحدى الخلايا الطبيعية المنتجة للبرولاكتين في الغدة النخامية، حيث تسمح هذه الطفرة للخلية بالانقسام بشكل متكرر، مما يؤدي إلى عدد كبير من الخلايا التي تنتج كمية كبيرة من البرولاكتين، ويمكن أن يرجع إلى: ورم برولاكتيني (برولاكتينوما).

هل يمكن الشفاء من الورم البرولاكتيني؟

الأدوية تُستخدم عمومًا الأدوية الفموية المعروفة باسم ناهضات الدوبامين في علاج الورم البرولاكتيني. وتحاكي هذه الأدوية آثار الدوبامين، وهو المادة الكيميائية التي يفرزها الدماغ وتتحكم في مقدار البرولاكتين الذي ينتجه الجسم. ويمكن لناهضات الدوبامين أن تزيد من إنتاج البرولاكتين وتقلص حجم الورم.

ما هو الاكل الممنوع لهرمون الحليب؟

وكما يوجد حالات صحية تسبب ارتفاع هرمون الحليب، يوجد بعض الأطعمة التي تحفز هذا الارتفاع والتي ينصح بتجنب تناولها خلال مرحلة علاج ارتفاع هرمون الحليب، ومنها ما يلي: البرسيم الأحمر (بالإنجليزية: Red clover). الحلبة. الشمر.

كم يعيش مريض الغدة النخامية؟

يعيش 97٪ من الأشخاص خمس سنوات أخرى بعد تشخيص إصابتهم به ، اعتمادًا على معدل نمو الورم الحميد في الغدة النخامية.

متى يتم استئصال ورم الغدة النخامية؟

الأورام غير المفرزة للهرمونات حيث تتم إزالة هذه الأورام والتي تسمى أيضًا أورام الغدة النخامية غير النشطة في الغدد الصماء عن طريق الجراحة لأنها كلما كبر حجمها قد تتسبب صداعًا وكذلك بعض الاضطرابات البصرية.

المصادر

Prolactinoma: Symptoms and Treatment

Pituitary Disease and Pregnancy

Pituitary tumors in pregnancy

High Prolactin Levels: Symptoms

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *