انواع اورام الغدة النخامية

الغدة النخامية غدة صغيرة الحجم، عظيمة القدر، لا تستغني عنها كافة غدد الجسم، إذ هي المُتحكِّمة بها عبر هرموناتها المُتنوِّعة، ومِنْ ثَمّ فإصابتها بورمٍ يُؤثِّر على غيرها من الغدد بحسب نوع الورم، وقد تُفرِز بعض انواع اورام الغدة النخامية هرمونات بإفراط، بينما تزيد أورام أخرى الضغط على الأنسجة المجاورة، فما هي هذه الأنواع؟

أورام الغدة النخامية حسب طبيعة المرض

تنقسم انواع اورام الغدة النخامية حسب طبيعة المرض إلى:

• أورام وظيفية: تُفرِز هرمونات تزيد عن حاجة الجسم.
• أورام غير وظيفية: لا تُفرِز هرمونات، ولكنَّ تضغط على الأنسجة المُجاوِرة، وربَّما تُتلِف جزءًأ من نسيج الغدة النخامية.

كما يُمكِن تقسيم أورام الغدة النخامية إلى:

• ورم غُدِّي صغير (Microadenoma): حجم الورم صغير لا يتجاوز 1 سم، وبالنظر إلى صغر حجمها، فإنَّها نادرًا ما تُدمِّر أنسجة الغدة النخامية، أو حتى ما يُجاوِرها، لكن قد تُسبِّب أعراضًا تتعلَّق بإفرازها كمية أكبر من هرمونات الغدة النخامية (أورام وظيفية).
• ورم غُدِّي كبير (Macroadenoma): يتجاوز حجم الورم 1 سم، ويتسبَّب في أعراضٍ نتيجة الضغط على الأنسجة المُجاوِرة، أو حتى الضغط على الأنسجة السليمة من الغدة النخامية ذاتها (أورام غير وظيفية)، وأحيانًا قد يُفرِز هرموناتٍ (أورام وظيفية).

انواع اورام الغدة النخامية الوظيفية

تُشِير أورام الغدة النخامية الوظيفية إلى إنتاج الغدة النخامية قدرًا زائدًا من الهرمونات، ممَّا يُؤدِّي إلى ظهور مجموعة من الأعراض؛ تبعًا للهرمون الذي زادت مستوياته في الدم عن المُعدَّل الطبيعي، وتشمل انواع اورام الغدة النخامية الوظيفية ما يلي:

• الورم البرولاكتيني: تُفرِز الغدة النخامية هرمون البرولاكتين بإفراط، ويُمثِّل هذا الورم 4 من كل 10 أورام تُصِيب الغدة النخامية.
• أورام مُفرِزة لهرمون النمو: تُمثِّل 2 من كل 10 أورام تُصِيب الغدة النخامية.
• أورام مُفِرزة للهرمون المُوجِّه لقشر الكظر: يُمثِّل 1 من كل 10 أورام تُصِيب الغدة النخامية.

كما تُوجَد أنواعٌ أخرى من أورام الغدة النخامية الوظيفية، لكنَّها نادرة جدًا، كالأورام المُفرِزة للهرمون المُنبِّه للدرق.

أورام الغدة النخامية حسب تأثيرها في مستوى الهرمونات

كما ذكرنا من انواع اورام الغدة النخامية الوظيفية، فإنَّ كل ورمٍ يندرج تحته مجموعة من الأعراض الخاصة به:

1- الورم البرولاكتيني

أكثر انواع اورام الغدة النخامية شيوعًا، ويتسبَّب في إفراز كمية زائدة من هرمون البرولاكتين، مِمَّا يُؤدِّي إلى ضعف إنتاج الهرمونات التناسلية سواء لدى الرجال، أو النساء، ومِنْ ثَمَّ تتضمَّن أعراضه:

• العقم لدى الرجال، والنساء: إذ تتسبَّب زيادة مستويات البرولاكتين في انخفاض مستويات الهرمونات التناسلية، ومِنْ ثَمَّ ضعف الخصوبة لدى كلا الجنسين.
• ضعف الرغبة الجنسية: أظهرت الأبحاث أنَّ ارتفاع برولاكتين الدم يُضعِف الرغبة الجنسية، بل وقد يُسبِّب ضعف الانتصاب لدى الرجال.
• التثدي عند الرجال: يُقلِّل البرولاكتين مستقبلات الأندروجين، ويزيد مستقبلات الاستروجين والبروجستيرون في خلايا الثدي، ما قد يُؤدِّي إلى التثدِّي عند الرجال.
• انقطاع الدورة الشهرية، أو عدم انتظامها لدى السيدات: نتيجة طبيعية لتراجع مستويات الهرمونات الأنثوية؛ إذ يمنعها البرولاكتين من أداء وظائفها.

إفرازات لبنية من الثدي لدى النساء في غير وقت الحمل: أو ما يُعرَف بثرِّ اللبن؛ إذ الوظيفة الرئيسة لهرمون البرولاكتين تحفيز إنتاج اللبن في الثدي.

2- الأورام المُفرِزة لهرمون النمو

تُفرِز الغدة النخامية حال إصابتها بهذا الورم كمية كبيرة من هرمون النمو، وهذا النوع أقل شيوعًا من الورم البرولاكتيني.تختلف أعراض ذلك الورم لدى البالغين عنها في الأطفال، فقد يُسبِّب للبالغين ضخامة الأطراف، وزيادة حجم عظام الرأس، إذ يُحفِّز هرمون النمو – عند زيادته – نمو الأنسجة لكن بشكلٍ غير طبيعي، وقد يُؤدِّي أيضًا إلى زيادة حجم عضلة القلب.أمَّا لدى الأطفال، فقد يُسبِّب العملقة، ومِنْ ثَمَّ يصير الطفل طويلًا للغاية، كما يُعانِي اضطرابات أخرى؛ بسبب زيادة مستويات هرمون النمو لديه.

3- الأورام المُفرِزة للهرمون المُوجِّه لقشر الكظر

يُحفِّز الهرمون المُوجِّه لقشر الكظر (ACTH) الغدة الكظرية لإنتاج الكورتيزول، ومِنْ ثَمَّ فقد تُؤدِّي زيادته إلى الإصابة بمتلازمة كوشينغ الشهيرة بالأعراض الآتية:

• ارتفاع ضغط الدم: تزداد مستويات الكورتيزول في الدم، ومِنْ ثَمَّ تضيق الأوعية الدموية، ويرتفع ضغط الدم.
• زيادة مستويات السكر في الدم: الكورتيزول من الهرمونات التي تزيد مستويات السكر في الدم، ومِنْ ثَمَّ فهذه نتيجة طبيعية للإنتاج المفرط له تحت تأثير الهرمون المُوجِّه لقشر الكظر.
• هشاشة العظام: يمنع الكورتيزول نشاط الخلايا البانية للعظام، مِمَّا يُفقِدها كثافته، ويُعرِّضها للهشاشة وربما الكسر.
• ضعف المناعة: يُعرقِل الكورتيزول بعض وظائف المناعة في الجسم، ومِنْ ثَمَّ فزيادة مستوياته تُضعِف المناعة بلا شك.
• تراكم الدهون في أماكن مُعيَّنة من الجسم: وذلك نتيجة نشاط أحد وظائف الكورتيزول ألا وهي تصنيع الدهون، وربَّما يُعانِي المريض سمنة في نهاية المطاف.
• ضعف العضلات: يُؤثِّر الكورتيزول على أيض الكربوهيدرات والبروتين في العضلات، ما قد يُضعِفها.
• سهولة تكوُّن الكدمات: أحد الأعراض البارزة نتيجة زيادة الكورتيزول؛ إذ تتكوَّن كدمات من وقت لآخر في الجسم دون أن يتعرَّض المرء لإصابةٍ ما.

4- الأورام المُفرِزة للهرمون المُنبِّه للدرق

رغم ندرة الإصابة بهذا الورم، والذي هو من أندر انواع اورام الغدة النخامية، لكن حال الإصابة به، فإنَّ مآله زيادة مستويات هرمونات الغدة الدرقية، ومِنْ ثَمَّ الإصابة بفرط الدرقية.

يصحب فرط الدرقية زيادة في مُعدَّلات الأيض، ومِنْ ثَمَّ ينشأ عن ذلك بعض الأعراض:

• زيادة مُعدَّل دقات القلب: يُحفِّز هرمون الثيروكسين مُنظِّم ضربات القلب، ومِنْ ثَمَّ قد تزداد ضربات القلب خلال وقت الراحة إلى 90 – 100 ضربة في الدقيقة، أو أكثر.
• ارتفاع ضغط الدم: بعد زيادة مُعدَّل دقات القلب، فارتفاع ضغط الدم نتيجة مُتوقَّعة
• خسارة الوزن دون سببٍ واضح: يُعتقَد أنّ ذلك ناجم عن نشاط الثيروكسين في تحفيز عمليات التمثيل الغذائي، ومِنْ ثَمَّ حرق السعرات الحرارية بإفراط.
• التعرُّق: عادةً يتعرَّق مرضى فرط الدرقية أكثر من غيرهم؛ نتيجة زيادة مستوياته في الدم.
• العصبية: التقلبات المزاجية من أعراض فرط الدرقية، وعلى رأسها العصبية والقلق.
• رعشة اليدين: نتيجة زيادة التحفيز العصبي المستمر من وراء زيادة هرمونات الغدة الدرقية، فقد ترتعش اليدان.
• عدم تحمُّل الحرارة: إذ الجسم مشغول بحرق السعرات الحرارية وإنتاج طاقةٍ وحرارة، ومِنْ ثَمَّ فالتعرُّض لطقسٍ حار يصعب احتماله.

5- الأورام المُفرِزة للهرمونات المُوجِّهة للغدد التناسلية

أيضًا أحد انواع اورام الغدة النخامية النادرة، وقد تتسبَّب في المشكلات الآتية:

• النساء: عدم انتظام الدورة الشهرية، أو متلازمة فرط التنبيه المبيضي (OHSS).
• الرجال: تضخُّم الخصيتين، وتساقط الشعر، بالإضافة إلى سرعة نمو شعر الوجه.
• الأطفال: البلوغ المبكر.

أعراض أورام الغدة النخامية غير الوظيفية

أمَّا أورام الغدة النخامية غير الوظيفية، فلا تُفرِز كمية زائدة من الهرمونات، ومِنْ ثَمَّ لا تُسبِّب نفس الأعراض الخاصة بالأورام الوظيفية.إذ يزداد حجم الأورام غير الوظيفية بمرور الوقت، ومِنْ ثَمَّ يتسبَّب ذلك في أعراضٍ مختلفة؛ نتيجة الضغط على الأنسجة المُجاوِرة للغدة النخامية، ومِنْ هذه الأعراض ما يلي:

الصداع

يُعانِي مُعظم المُصابين بأورام الغدة النخامية من الصداع، وذلك بسبب الضغط المستمر على الأنسجة المُجاوِرة للغدة النخامية، ولكنَّ الصداع لا يكفي وحده لتأكيد الإصابة بأورام الغدة النخامية غير الوظيفية.

اضطرابات الرؤية

تضغط أورام الغدة النخامية على التصالبة البصرية (Optic chiasm)، مِمَّا يُؤدِّي إلى فقد جزءٍ من مجال الرؤية، كما تقع اضطرابات الرؤية لما يقرب من 50% من مرضى أورام الغدة النخامية غير الوظيفية.

نقص هرموني

توغُّل الورم، وزيادة حجمه، مُدمِّر لأنسجة الغدة النخامية، ومِنْ ثَمَّ مُضعِف لقدرتها على إنتاج الهرمونات، ومِنْ ثَمَّ تختلف الأعراض حسب نوع الهرمون الذي قلَّ مستواه في الدم:

• نقص هرمون النمو: تختلف أعراضه حسب عُمر المريض، لكن لدى البالغين يتسبَّب في الإرهاق، وفقدان الكتلة العضلية.
• نقص الهرمون المُوجِّه لقشر الكظر: يُؤدِّي إلى قلة إفراز هرمون الكورتيزول، مِمَّا يُسبِّب هبوط ضغط الدم، والغثيان، والقيء، وألم البطن، وفقد الشهية.
• نقص الهرمون المُنبِّه للدرق: يُؤدِّي إلى نقص هرمونات الغدة الدرقية، ومِنْ ثَمَّ المعاناة من أعراض قصور الغدة الدرقية، مثل: الإرهاق، والإمساك، وبطء مُعدَّل ضربات القلب، وجفاف الجلد.
• نقص الهرمونات المُوجِّهة للغدد التناسلية: يتسبَّب في نقص هرمونَي الاستروجين (لدى النساء)، والتستوستيرون (لدى الرجال)، ومِنْ ثَمَّ الإرهاق، وضعف الرغبة الجنسية، ومشكلات الأعضاء التناسلية لدى الجنسين.

الأورام الغدية النخامية الحميدة

كل، أو غالب انواع اورام الغدة النخامية حميدة، إذ لا تنتشر إلى أماكن أخرى في الجسم، ولكن مع ذلك فقد تُسبِّب مخاطر صحية عبر:

• ضغطها على الأنسجة المُجاوِرة للغدة النخامية.
• اختراق بعض الأنسجة، مثل: الجمجمة، أو الجيوب الأنفية.
• إنتاج كمية كبيرة من الهرمونات (الأورام الوظيفية).

السرطانة النخامية

بعد التعرُّف إلى انواع اورام الغدة النخامية المُختلِفة، فإنَّ السرطانة النخامية نادرة جدًا، لكن إِنْ حدثت، فقد تُصِيب الإنسان في أي عُمرٍ، وإِنْ كانت أكثر شيوعًا بين كبار السن.وعادةً تُنتِج سرطانات الغدة النخامية هرمونات، كما هو حاصلٌ في الأورام الحميدة، كما أنَّها تُشبِه الأورام الحميدة كثيرًا تحت المجهر.وللسرطانة النخامية القدرة على الانتشار إلى أماكن أبعد من الأنسجة المُجاوِرة للغدة النخامية، مثل: المخ، أو الحبل الشوكي، أو السحايا، أو العظام المُحِيطة بالغدة النخامية، ونادرًا ما تنتشر إلى ما هو أبعد من ذلك، مثل: الكبد، أو الرئتين، كما أنَّ علاج سرطان الغدة النخامية أصعب من الورم الحميد.

الاسئلة الشائعة:

المصادر

What is a Pituitary Tumor?

Pituitary Adenomas

Prolactinoma – Symptoms